معاناة المرأة القروية… الى اين ؟

هنا الخبر

معاناة المرأة القروية… الى اين ؟
تعاني المرأة القروية بالمغرب من عدة مشاكل بعضها مرتبط بالوسط القروي الذي تعيش فيه وبعضها مرتبط بالعادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية الظالمة للمرأة , في بعض المناطق القروية المغربية لا تزال ذهنية احتقار المرأة والنظر اليها نظرة دونية هي السائدة في التعامل الاجتماعي مع المرأة , رغم انها هي التي تحمل الأعباء الكبرى والمشاق الصعاب في الحياة القروية.
تشير تقارير المنظمات المعنية ان زواج القاصرات مثلا لا يزال منتشرا في المغرب حيث يتم إرغام فتيات صغيرات لم يبلغن بعد سن الرشد على الزواج وفق طقوس اجتماعية معينة مهينة للفتاة وفي ظروف قاسية ,مما ينتج مشاكل جمة بعد الزواج تكون في الغالب هذه الفتاة ضحية لها في سن مبكرة .
إضافة إلى الحرمان من التعليم والهدر المدرسي الذي يسبب في ضياع فرص التعليم خصوصا للفتيات الصغيرات في العالم القروي , ورغم البرامج الحكومية لتعميم التمدرس ومحاربة التسرب المدرسي في العالم القروي ظلت الظاهرة في تزايد مستمر .
ولا تزال نسب كبيرة من الأسر القروية تعاني من الفقر في العالم القروي مما يؤثر بشكل كبير على الفتيات القرويات ويحرمهن من حقوقهن الأساسية في التمدرس وتحصيل قدر من العلوم ومحاربة الأمية , مما يعزل المرأة القروية بشكل كلي عن الاندماج في الحياة الاجتماعية الحديثة في حال انتقالها للمدينة ويفضي ذلك الى النتائج المعروفة للهجرة القروية نحو المدن .
وتشير الإحصائيات إلى تزايد نسبة الهجرة من القرى الى المدن دون التوفر على مقومات العيش الكريم في المدن التي تهاجر إليها المرأة القروية مع أسرتها مما يجلها من جديد ضحية في المدينة كما القرية , تهرب من معاناة القرية الى معاناة اشد في المدينة , ويلجأ غالبية النساء القرويات الى العمل في المعامل بأجور هزيلة وفي ظروف قاسية ويصبحن عرضة للاستغلال , ويلجأ بعضهن الأخر الى العمل كخادمات في البيوت .
المنظمات الحقوقية المهنية بالنساء مدعوة اليوم اكثر من اي وقت مضى الى الاهتمام اكثر بالمرأة القروية وايصال مظلوميتها الى المعنيين والمسؤولين , وتتجاوز التناول النمطي لقصي المرأة التي ظلت حبيسة المطالبة بتحرير المراة من إعطاءها المزيد من الحقوق متناسية معاناة النساء القرويات .
Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً