هنا الخبر
الشقق المفروشة للدعارة والمخدرات تكتسح عمارات لوبي العقار في أحياء تازة
اختيارها يخضع لعدة معايير ويطرح أكثر من سؤال
أبطالها مقاولون، تجار مواد بناء، متزوجات، مطلقات ونساء معلقات
لا يختلف اثنان على أن للدعارة في العالم تاريخ وليست وليدة دولة أو عصر من العصور، لكن انتشارها وأساليب امتهانها وفئات أبطالها ومسارح نشاطها تغيرت واختلفت، وانتشرت عدوى هذه الظاهرة بين مدن كانت بالأمس القريب بعيدة عن هذه الآفة.
وللوقوف على الجديد في ظاهرة الدعارة لابد من ربطها بعدة عوامل نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الاقتصادي، الاجتماعي، الصحي لنختم الموضوع بالهاجس الأمني في وقت كثر فيه الحديث عن دعوة المواطنين لليقظة للتصدي للإرهاب وما يشكله من خطر على استقرار العالم والمغرب جزء منه وتازة رقعة استراتيجية تربط الشرق بالغرب والشمال تضاريسها صعبة ورقعتها واسعة والفساد اكتسح مبانيها ودورها وبالتالي لا يمكن استثناء هذا الإقليم ومدينته من اليقظة المطلوبة للمساهمة في الحفاظ على استقرار الوطن وسلامة مواطنيه وممتلكاتهم وهي مسؤولية الجميع من هذا الموقف الأساسي تجد هذه المادة الصحفية مبرراتها.
لمعالجة الموضوع تطلب الأمر منا النبش فيه لمدة تزيد عن 8 أشهر، ربطنا خلالها علاقات مباشرة وغير مباشرة مع رواد أوكار الدعارة وتعرفنا على أشكالها وبعض الشقق المفروشة التي تحتضنها سواء عن طريق الامتلاك أو الكراء الشهري اليومي أو لمدة ساعة أو ساعتين، ولم تسلم بعض الضيعات بالإقليم وخارجه من النبش الصحفي لإثراء هذا المادة
الحلقة الثانية
غزت الشقق المفروشة أحياء وشوارع وأزقة المدينتين العتيقة والجديدة، وعددت وظائفها فمنها ما هو موجه للسياحة وأخرى لأوكار الدعارة ومنها ما يجمع بينهما ليصبح في خانة السياحة الجنسية أو عبارة عن مواخير ملكيتها تعود لحفنة من بعض المقاولين والمنعشين عقاريين وبعض تجار مواد البناء، أشخاص كانوا بالأمس القريب من فقراء القوم فأصبحوا بين عشية وضحاها من أغنى سكان الإقليم، راكموا ثروات في مدة قصيرة بعد ما حولوا بنايات أو وحدات منها شيدوها في عمارات إلى أوكار للدعارة تكترى بأكثر من 4 آلف درهم في الشهر الواحد، في حين يفضل بعضهم استغلال واحدة منها لإشباع نزواته وغرائز من يتسترون على تملصه الضريبي وتعاطيه للفساد مع قاصرات ومتزوجات ونساء تخلى عنهن أزواجهن، وتستثمرون أموالهم في ما تبقى من شقق عمارة، غالبا ما تحمل اسم بنته أو عشيقته، ويستثمر في باقي الشقق إما عن طريق بيعها بسعر لا يخلو من “النوار” أو الكراء اليومي أو لليلة واحدة بسعر يتراوح بين 300 و600 درهما، ويخضع ارتفاع السعر الكراء الليلي وانخفاضه لمبدأ العرض والطلب والمنطقة التي تتواجد فيها الشقة والخدمات التي توفرها للمكتري وفي مقدمتها حمام ساخن باستعمال الغاز أو الكهرباء ومكيف الهواء دون أغفال ضمان الآمان والطمأنينة.
ولتقريب القارئ من الظاهرة استطلعنا أراء وموافق عينة من الأشخاص كما تحدثنا إلى أكثر من طرف ذكورا وإناثا بطريقة مباشرة وأخرى غير مباشرة منهم مقاولين، منعشين عقاريين، نوادل مقاهي، حراس عمارات، عاهرات، ورواد شقق خصصت للدعارة داخل المدار الحضري لمدينة تازة وفي بعض مراكز دوائر الإقليم.
أحصينا أكثر من55 وحدة تهم موضوع مادتنا، وحدات سكنية من هذا الصنف تنتشر بين تازة السفلى (حصة لأسد) والعتيقة خمس وحدات بمركز وادي أمليل وضواحيه مركز تاهلة والدواوير المحيطة به ، وقادنا التحقيق إلى منطقة العروي بإقليم الناضور ومدينة الحسيمة وتاوريرت وكرسيف التي لم نستطع إحصاء أوكار الدعارة فيها باستثناء ضيعة فلاحية في الجهة الشمالية الشرقية خارج إقليم تازة ينتقل إليها مقاولون ومنعشون في مجال العقار وبعض تجار المواد الأولية البناء، فضل أحدهم أن تسميته بالفلاح، أشخاص يغادرون مدينة تازة أيام السبت والأحد في اتجاه الضيعة لقضاء متع جنسية مع سيدات إما متزوجات أو مطلقات وأخريات امتهن الدعارة في بداية حياتهن واضطر أزواجهن هجرهن لا هن متزوجات ولا هن مطلقات تحملن خاتم الأعراس أحيانا لتنزعه أحيانا وفي ذلك سر لرفع سعر أجرة الممارسة الجنسية، فالمتزوجات تمنحن أجرا أكبر من المطلقات.
يتولى الراغب في المتعة الجنسية أداء واجبات الإقامة بالشقة المفروشة للقابض الذي غالبا ما يكون من عائلة صاحبها أو حارسها المكلف، يقوم باستخلاص الأجر إما من الراغب في قضاء ليلة في أحضان باغية محترفة أو فتاة مبتدئة في مجال الدعارة أو متزوجة وأخرى في عصمة زوج هجرها بمجرد ما كتب قرانه بها ليغيب عن الأنظار لمدة قد تزيد عن 3 سنوات لعدة أسباب كثيرة، منها المشاكل العائلية بين الزوجة وأقارب الزوج كما هو حال رشيدة ومنها غريزة الانتقام من الزوجة كما هو حال بالنسبة لنزهة البالغة من العمر 27 سنة والتي ترى أن ما تقدم عليه من أفعال يدخل في دائرة الانتقام من زوج تخلى عنها ولم يعد يرغب في سلك مسطرة إلحاقها بأوربا، فهي لم تعد تراه منذ أن اقترن بها بموجب عقد نكاح في نهاية سنة 2012.
وتختلف معاناة المدعوة سليمة البالغة من العمر 34 سنة عن حالتين السابقتين، لكونها استطاعت أن تقتني بسعر تفضيلي شقة تؤدي أقساطها الشهرية التي توفرها من دخل وظيفتها المتواضعة وما تجلبه من امتهانها للدعارة وعائدات كرائها الليلي لذات الشقة للباحثين عن فضاء لقضاء ليلة ماجنة.
تنتشر أوكار الدعارة على مستوى شوارع مدينتي تازة الجديدة والعتيقة نذكر منها: شارع مولاي يوسف، 11 يناير، علال بن عبد الله، شارع الحسن الثاني، زيري بن عطية، بئر أنزر بمدخليه الشرقي والغربي، السعادة، المسعودية ساحة الطيران، القلوع، أشرقيين، درب كناوة وحي الأندلسية.
لا تكاد يخلو شارع أو حي من معظم أحياء تازة من شكل من أشكال دور وشقق الدعارة التي أقيمت في عمارات شيدت أخيرا ودور قديمة وأخرى حديثة، فيلات، بعض صالونات التجميل، محلات بعض النكافات التي تحولت وظائف بعضهن من التجميل وتنظيم الأعراس إلى الوساطة ووتوفير مكان لإشباع الشهوات الجنسية وراء “البرزة” التي توضع كواجهة لدر الرماد في الأعين.
لم يكن تعاطينا مع موضوع الشقق المفروشة المخصصة للدعارة بتازة أمرا سهلا بل تعرضنا لتهديدات أشعلت لدينا فتيل الاستمرارية في النبش في المستور، لنكتشف فاعلين آخرين يساهمون في تنظيم الدعارة وتسهيل تنقل العاهرات لبلا ، تؤمن 5 سيارات أجرة تنقل بائعات الهوى بين العاشرة ليلا والخامسة صباحا لتخلدن للنوم من السادسة صباحا إلى منتصف النهار.
لم يكن تعاطينا لموضوع الشقق المفروشة المعدة للدعارة منحصرا على آفة البغاء بل أملته علينا غيرتنا على وطننا وحمايته من كل أشكال الإرهاب انطلاقا من مبدأ أن جميع المواطنين معنيين وجوبا بحماية الوطن والدود على طمأنينة سكانه ومن هذا المنطلق نخصص حيزا لهذه المسألة.
Comments ( 0 )